دمرّت القوات العراقية المشتركة، العديد من الأهداف التابعة إلى تنظيم "داعش"، ضمن العملية العسكرية التي انطلقت منذ يومين شرقي محافظة ديالى "60 كم شرق بغداد"، وواصلت القوات المشتركة تقدّمها في الموصل وتحكم قبضتها على أحياء جديدة في المدينة، وأعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" عن تمكّن قوات جهاز مكافحة التطرّف من إحكام قبضته على حي جديد في الساحل الأيمن لمدينة الموصل.
وكشف الفريق الركن رشيد يارالله، أنّ "قوات مكافحة التطرّف حرّرت حي الإصلاح الزراعي الثانية في الساحل الأيمن من مدينة الموصل وترفع العلم العراقي فوق مبانيه"، وجاء هذا التقدم بعد ساعات من تمكّن تلك القوات من تحرير حي الإصلاح الزراعي المجاور.
وأعلنت قيادة الحشد الشعبي عن تمكّنها من محاصرة القيروان بالكامل من الجنوب والشمال والشرق، استعدادا لاقتحامها في الساعات المقبلة وتطهيرها من عناصر "داعش" المتطرفة، موضحة أن "القرى المحرّرة والمحاصرة في محيط القيروان هي قرية "تل حاجم" شمالي القيروان، وقرية "أم الشبابيط"، وقرية "أم كبيرة" جنوب شرقي القيروان، وقرية "سبايا خروش" شرقي القيروان، وقرية "سدخان" شرقي القيروان، وقرية "أبو لحاف" شرقي القيروان، وقرية "بوثة" جنوبي القيروان، وقرية "مهدي محل" شمالي القيروان، وقرية "حيات" شمالي القيروان".
وأشارت القيادة إلى "قتل 57 عنصرًا من "داعش" وتدمير 7 سيارات مفخّخة للعدو و3 سيارات "بيك آب" حاملة للأشخاص وقتل من فيها من قبل طيران الجيش العراقي وتدمير 3 مفارز هاون لتنظيم "داعش" من قبل طيران الجيش"، لافتة إلى أن "ألوية الحشد الشعبي سيطرت على مخبأ للأسلحة والعتاد تعود لعناصر داعش شرقي ناحية القيروان، إضافة إلى السيطرة على منظومة اتصالات لداعش في قرية "تل حاجم" المحرّرة شمال ناحية القيروان، وباشرت الهندسة العسكرية منذ الدقائق الأولى لانطلاق العمليات بفتح السواتر الترابية وتأمين طرق تقدم قطعات الحشد نحو الأهداف المرسومة"، منوّهة إلى أن "قوات الحشد الشعبي نجحت بفتح ممرات آمنة لخروج ما تبقى من المدنيين في القيروان والقرى المحيطة، بعد إخلاء عدد من العوائل في وقت سابق".
وكشف القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، الجمعة، ان عملية تحرير القيراون التي انطلقت الجمعة ستنتهي وصولا إلى الحدود السورية، مشيرًا إلى أنّه "انطلقت عمليتنا الساعة الخامسة والنصف صباحا بعدة محاور، والهدف هو الانطلاق نحو الغرب، مازلنا نطوق تلعفر تطويقا كاملا واتجهنا نحو الغرب والنتائج ستتضح خلال اليومين القادمين لتحقيق المرحلة الأولى بهذه العمليات، الحشد الشعبي ثبت قوات كافية وجهوزيتنا كاملة بمحيط تلعفر انطلقنا بهذا الاتجاه لتحقيق تحرير اكبر لمناطق ما تبقى من نينوى باتجاه الحدود السورية، من المناطق المتبقية وهي القيروان والبعاج".
وتعتبر ناحية القيروان التابعة إلى قضاء "سنجار"، من أهم مراكز القيادة لداعش وتشكّل عقدة مواصلات مهمة بين تلعفر شرقاً والبعاج والحدود السورية غرباً، وفي ديالى، قال النقيب في الشرطة حبيب الشمري، إن قوات مشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري تمكّنت من تدمير 4 مقرات لداعش مخصّصة لإيواء المقاتلين الأجانب والانتحاريين، و6 عبوات ناسفة، ومعمل لصناعة العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات ضمن منطقة شمال قضاء المقدادية شمالي المحافظة.
وأوضح الشمري أن "العملية العسكرية لا تزال متواصلة بتفتيش جميع القرى الواقعة إلى الشمال من قضاء المقدادية" والتي يرجح وجود خلايا نائمة لـ"داعش" بها، موضحًا أنّ قيادة عمليات دجلة "تابعة إلى الجيش" وسعت العملية العسكرية بمحافظة ديالى لتشمل مناطق شرقي المحافظة بهدف ملاحقة مسلحي "داعش"، حيث نفذت القوات المشتركة عملية عسكرية واسعة، بإسناد من طيران الجيش ضمن المنطقة المحيطة ببحيرة حمرين شمال شرق مدينة بعقوبة "عاصمة ديالى"، عدم اعتقال القوات الأمنية لأي من عناصر "داعش" في المواقع المستهدفة، يعود إلى أن تلك العناصر تمكنت من الفرار إلى أماكن أخرى بعد حصولها على معلومات بشأن العمليات العسكرية".
وتزايدت حدة الهجمات التي يشنها في الغالب مسلحون مرتبطون بتنظيم "داعش" على قوات الأمن العراقية والمقاتلين الموالين للحكومة والمدنيين في الأسابيع القليلة الماضية بمناطق شمال شرقي محافظة ديالى، وسيطر تنظيم "داعش" في صيف عام 2014 على مناطق واسعة في ديالى، غير أن قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي نفذت عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من تحرير جميع المناطق قبل نهاية 2015، ولكن هناك خلايا نائمة للتنظيم في بعض المناطق بالمحافظة.
وقُتل أربعة أشخاص بينهم شرطي وأصيب 7 آخرين، الجمعة، في هجمات وقعت في مناطق متفرقة من بغداد، ومحافظة ديالى شرق العاصمة العراقية، كما قُتل مدني إثر انفجار عبوة ناسفة ثانية أسفل سيارته في منطقة "الشاني" قرب ناحية "بهرز"، جنوب بعقوبة، بحسب ضابط الشرطة العراقي.
وفي بغداد، قال مصدر في شرطة العاصمة، إن "مسلحين مجهولين أطلقوا النار، على مدني في منطقة (البكرية) التابعة إلى قضاء (أبو غريب) غرب بغداد، مما أسفر عن مقتله في الحال"، مشيرًا إلى أنّه قُتل مدني وأصيب 4 آخرين بانفجار عبوة ناسفة على مقربة من متاجر في "ناحية الرشيد" جنوب بغداد، وجراء انفجار عبوة أخرى بمنطقة "المدائن" جنوبي بغداد، أصيب اثنين من المارة بجروح مختلفة، وفق الضابط العراقي، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات على الفور، إلا أن مسؤولين عراقيون يحملون عادة تنظيم "داعش" المسؤولية عن شن مثل هذه الهجمات.
وأوضحت السلطات العراقية أن مسلحي "داعش" بدأوا يشنون المزيد من الهجمات على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة بعد تضييق الخناق عليهم في مدينة الموصل شمالي البلاد، وهي آخر معقل كبير للتنظيم في العراق، وأكد محافظ نينوى السابق وقائد حرس نينوى، أثيل النجيفي، أن الحزب الذي أعلن اليوم من أربيل باسم "للعراق متحدون" برئاسة أسامة النجيفي يمثل شريحة كبيرة من السنة وهو الحزب الأكثر شعبية لدى السنة، لكن لا نستطيع أن نقول إننا نمثل كل السنة لوحدنا، لافتاً إلى أن "يجب دعم المجتمع السني لمنع تنفيذ مخططات إيران في المنطقة".
وأفاد النجيفي، أنّ الحزب يؤكد على عراق فيدرالي ونطالب بأقاليم محافظات، باعتبار الوضع السني لا يمكن أو يحصل في إقليم واحد، مشيراً إلى أن العرب السنة موجودون في جميع المحافظات العراقية"، وموضحًا أن "إنشاء إقليم سني حالياً غير مطروح في برنامجنا، ونعتقد أنه يجب أن يحكم العراق فيدرالياً ونطالب بتطبيق القانون على جميع المحافظات باعتباره يدخل في إطار مصلحة المحافظات كافة، الحزب الجديد لا يملك أي جناح عسكري له، ولا نرفض أن يكون للأحزاب أجنحة عسكرية، وبالنسبة لقوات حرس نينوى فهذه القوات قانونية وتعمل ضمن القانون المطبق في الدولة العراقية".
وعن تواجد قوات غير شرعية في الأراضي العراقية، أوضح محافظ نينوى السابق، أن "الشعب السني يرفض تواجد الميلشيات التابعة للشيعية والعمال الكردستاني والنفوذ الإيراني في المنطقة، لمنع تنفيذ الخطط التي تسعى إيران تطبيقها، يجب أن يقوم الكرد والشيعة المعتدلين والدول المجاورة بتقوية المجتمع السني في العراق".
أرسل تعليقك